الاثنين، يونيو 30، 2025

عن إيطاليا التائهة و الإمبراطور الطفل .. الهوس بالسلطة في مقابل كل شئ

 


منذ فترة ليست بالبعيدة - ولا بالقريبة - اقترحت علي إحدى الصديقات مشاهدة فيلم Tea with Mussolini

تكاسلت، وتاه الفيلم وسط عشرات الأفلام المنتظر مشاهدتها، إلى أن شاهدته بالأمس. الفيلم من أفلام السيرة الذاتية القليلة التي تستحق وصف "عظيم" رغم علمي مسبقًا أنه من إخراج (فرانكو زيفيريللي) المخرج المسرحي والسينمائي وكاتب السيناريو والسياسي والمقاتل السابق في المقاومة الايطالية، ولكن في عالم السينما لا عبرة بالأسماء، فرغم أني متيم بالمخرج البريطاني نولان والمصري شريف عرفة إلا أن لهم مشاريع لم يوفقوا فيها.

لا أعلم الكثير عن تاريخ إيطاليا في عهد موسوليني، ربما كل ما أعرفه كان بالصدفة عند قراءتي لأحد قصص الجيب للراحل دكتور أحمد خالد توفيق " فلننقذ الدوتشي " وكل ما أتذكره من تلك القصة أن الدوتشي موسوليني كان تابعًا لهتلر، ما شاهدته في الفيلم لم يختلف كثيرًا عن القصة، كان الدوتشي طفلًا كبيرًا منبهرًا جدًا ببذتة العسكرية المهيبة المطرزة والمزدحمة بالأوسمة والنياشين، تشبه إلى حد كبير بذة السادات ولكن شتان الفارق بين قائد منتصر ورجل لم يتخطى فترة طفولته يفرح بالبذات العسكرية كما كنا نفرح بها وقت الأعياد.

يبدأ الفيلم بقصة الصبي لوكا الذي كان نتيجة علاقة غير شرعية بين السيد لوتشينو وإحدى عشيقاته، ولكن بوفاتها أودع السيد لوتشينو الفتى في دار أيتام بإحدى الكنائس، كان لوكا كثير الهرب، يريد أن يعيش حياة طبيعية، ولكن والده يرفض أن يغضب زوجته والتي هي أيضا احدى الحمقاوات التي نُزعت الرحمه من داخلها.

كان ذلك الأب تجسيد أو الخط الموازي لموسوليني في قصة الفيلم، فهو من ناحية قاسي القلب يجري وراء شهواته على حساب أبنه والذي في نفس الوقت كان يريد لأبنه أن يكبر كـ نبيل إنجليزي يتقن الإنجليزية ويحفظ الشعر ويدرس الأدب الانجليزي، حتى انه في احد المرات القليلة التي تقابلا فيها نهر ابنه عندما قال إحدى الكلمات باللغة الايطالية!



وبعد فترة يرتمي موسوليني في أحضان النازية كليًة فيعدل الأب ويتغير إتجاه تفكيره صوب النازية، فبعد أن كان طلبه من مساعدته السيدة الانجليزية " مس والاس " الإعتناء بابنه بديلًا للكنيسة التي يهرب منها دومًا في أن يصبح نبيلًا إنجليزيًا، عاد الأب وطلب من لوكا أن يذهب إلى النمسا في مدرسة داخلية يديرها النازيون ليصبح مهندسًا!

لم يكن مستغرب كثيرًا على السيد الإيطالي – المفترض – لوتشينو هذا التشتت، فهو من خلال مهنته نعرف مدى تحكم المصلحة به، فهو في النهاية تاجر أقمشة والتجارة شطارة ولابد أن يعوم مع التيار.

وما بين طلب والده تعلم الإنجليزية وحفظ الشعر والإبحار في أدب شكيسبير، وطلبه السفر للنمسا لدراسة الهندسة في مدرسة نازية، فما الذي يريده لوكا ؟

هذه هي القصة في الخلفية، فموسوليني يظهر بمظهر الطفل الكبير المعجب بأزياءه العسكرية الفخمة ذات النياشين الكثيرة وبمكتبة الواسع -والفارغ في نفس الوقت- في القصر مثلما يسعد للمكانه التي يكتسبها يومًا بعد يوم في مزاد يبيع ولاء إيطاليا، من يريد إيطاليا ؟ معسكر الحلفاء أم المعسكر النازي ؟

تتشابه قصة لوكا والقصة الأكبر إيطاليا تحت عنوان " إحنا رايحة على فين "، إيطاليا التائهة، الهوية المهمله، هي ليست مفقودة، فجدران إيطاليا ومتاحفها تخبر الجميع بهوية إيطاليا، حتى لوكا يعرف هويته الحقيقة، حتى أحد الجنرالات المقربين من موسوليني، تذرف عينيه بالدمع لما يحدث لبلده في لقطة وحيده عابره، الوحيد الذي لا يعرف ولا يرى هو موسوليني.

هل كان موسوليني يخشى ذلك المجنون هتلر أم أنه حقًا دوتشي برتبة طفل، يفرح جدًا لإرتداء الملابس العسكرية المرصعة بالنياشين كما كنا نفرح نحن جيل الثمانينات ببدلة الظابط في الأعياد.


في نهاية الفيلم هناك مفاجأة عظيمة جدًا، لن أفصح عنها رغم مرور على إنتاج وعرض الفيلم أكثر من عشرون عامًا، ولكن ما يمكنني أن أنوه عنه أني أكتشفت أن قصة لوكا وحياته كانت حقيقية، رغم الإختلافات الطفيفة، ولكن هذه ليست المفاجأة، المفاجأة تتعلق بلوكا في جملة واحدة تكتب على الشاشة في نهاية الفيلم.


الأحد، يونيو 29، 2025

الفيل الثاني .. مكافأة لمن قرأ الرواية

 


بعد مشاهدة الجزء الثاني من الفيل الأزرق يمكن تصنيف جمهور الفيلم لثلاثة شرائح : الشريحة الاولى لم تقرأ الرواية ولم تشاهد الجزء الأول وبنسبة كبيرة جدًا ستنبهر بالجزء الثاني. أما الشريحة الثانية فقد شاهدت الجزء الأول بدون قراءة الرواية مسبقًا ومن الممكن ان ترى الجزء الثاني أضعف من الجزء الأول أو أن الجزء الأول كان أغنى وذلك طبيعي، أما الشريحة الثالثة فقد قرأت الرواية وشاهدت الجزء الاول وبذلك إستحقت مكافأة الكاتب والمخرج الموجودة في نهاية الجزء الثاني.

أغلب أفلام الجزء الثاني بتبقى نفس الحبكة والصراع مع تغيير بعض الشخصيات ولنا في سلسة أفلام " فارس الظلام" عالميًا، وولاد رزق محليًا خير مثال.

ويصبح التحدي الذي يواجه الكاتب والمخرج في مشاريع الجزء الثاني هو كيفية تطوير الصراع والشخصيات بطريقة تحافظ على تماسك القصة وعدم تسلل إحساس ( ما هي هي الحكاية ) ولكن هذا الشعور قد تسلل إليَ أثناء المشاهدة، ولكن جرعة الفانتازيا التي استعوض بها مراد ومروان تشابه القصتين قد أزاح هذا الشعور بنسبة كبيرة، فقد برعوا في مشاهد ترجمة هلاوس يحيى راشد بصريًا بشكل مبهر وممتع واخترق مساحات كبيرة في أعماق يحيى راشد المثيرة، خاصة تلك التي شاهدناها على الشاشة بدون تأثير حبة الفيل الأزرق الشيطانية، ولم يختلف دور حبة الفيل الأزرق في الجزء الثاني عن الجزء الاول، فقد سافرنا لعوالم جديدة أيضًا بعد رجوع يحيى راشد لتعاطي الفيل الازرق ليكشف غموض الحالة الجديدة، " فريدة/هند صبري" وبمناسبة هند صبري فكان أداءها متوسطًا مقارنة بالوحش السيكوباتي خالد الصاوي في الجزء الأول وذلك في المشاهد التي كانت تتحدث فها بلسان العفريتة الغجرية، أما أداءها لشخصية فريدة فنجحت في إقناعنا بمأساتها والتعاطف معها.


ورغم أن المقارنة قد تكون ظالمة إلا أنها واجبة، حتى أداء إياد نصار لشخصية الدكتور أكرم أتسم بالعادية ولم يضاهي شخصية الدكتور سامح التي لعبها تايسون في الجزء الأول وقد يرجع هذا إلى إختلاف صراعهما مع يحيى راشد، فأكرم صراعه موضوعي أكثر منه شخصي، فأكرم تتملكه الغيرة على مهنته من دكتور مدمن كحول ودجال كيحيى راشد، أما صراع سامح مع يحيى كان نتاج حقد شخصي بعد تفضيل نيرمين يحيى عليه.



أما الشخصية الرئيسية " يحيى راشد " فقد تعمق الجزء الثاني أكثر داخل أغوار نفسه المحيرة، ولعل الكثير قد يستغرب عودة يحيى راشد مجددًا – في الجزء الثاني – للقمار وشرب الخمر بعدما شاهدناه في نهاية الجزء الأول وقد أعطته الحياه فرصه أخرى وتزوج " لُبنى " حب عمره، ولكن مشهد صراع يحيى مع شبيهه في القطار لم يكن فقط تعمق داخل نفسه بقدر ما كان تعمق في أغوار النفس البشرية بشكل عام، المشهد كان ترجمة بسيطة/ذكية جدًا لمقولة الفيلسوف اليوناني أرسطو "مشاكلي مع نفسي تتعدى بمراحل مشاكلي مع أي مخلوق أخر".  

على الرغم من وفاة زوجته نرمين وزواجه من لُبنى في الجزء الأول، إلا أن سلوك يحيى راشد في الجزء الثاني أثبت لنا أن الفارق كبير بين حدوث التغيير وبين الشعور به، وكالعادة موسيقى هشام نزيه كانت وستظل العنصر المتمم لمشاريع الثنائي العبقري أحمد مراد ومروان حامد.


وبالحديث عن عبقرية ذلك الثنائي، فيبدو أنهم قرروا الإحتفاظ بمكافأة خاصة لمن عاش مع حدوتة الفيل الأزرق منذ كونها مجرد رواية ثم أصبحت فيلم ثم أتبعه جزء ثاني.

قبل الحديث عن النهاية فلابد من الحديث عن جانب من جوانب عبقرية مراد ومروان في فكرة تحويل الرواية إلى فيلم ثم إستغلال نجاح الفيلم في تقديم جزء ثاني، يبدو أن المشروع كان مدروس بعناية ولم تكن نهاية الجزء الأول مجرد نهاية مناسبة للسينما وان البطل اتجوز البطله وتوته توته فرغت الحدوتة، خاصة وأن النهاية اختلفت عن تلك التي انتهت بها الرواية.

فأغلب الظن أن الثنائي قررا ترك الباب مواربًا أثناء كتابة الجزء الأول لفكرة تقديم جزء ثاني مستقبلأ، لذلك احتفظ مراد بنهاية الرواية جانبًا وقرر تقديم نهاية قد تكون تقليدية، وجعل نهاية الرواية هي نهاية أحداث الجزء الثاني، وهذه هي المكافأة التي حصل عليها النوع الثالث من مشاهدي الجزء الثاني من الفيل الأزرق.


الخميس، يونيو 26، 2025

بعد مشاهدة "ما وراء الطبيعة".. هل المقارنة واردة مع "الفيل الازرق"؟


 كل الأشياء فريدة في جوانب معينة متشابهة في جوانب أخرى. "جيروم ستولينتز".

بعد أن أظهرتٌ ندمي لأكثر من صديق لعدم قراءتي للسلسلة قبل المشاهدة خاصة من وقت الإعلان عن تحويل السلسلة لمسلسل تلفزيوني، أخبروني أني من المحظوظين لأن العمل مختلف بنسبة كبيرة عن الروايات وإن كان المخرج قد نبهنا لذلك في البداية من أن العمل مستوحى من السلسلة.

ربما لو كنت قد قرأت السلسلة قبل، لكنت الآن أكتب عن الفروق بينها ويين المسلسل رغم علمي بأن الإختلاف حتمي بين كل وسيط منهم، الأهم أني كنت سأتفادى- بكل تأكيد - "نحس" الدكتور رفعت إسماعيل الذي مسني في بداية المشاهدة حيث أنني لخطأ ما قد شاهدت الحلقة السادسة والأخيرة أولًا!، ربما كنت سأفطن بعد دقائق أنني أشاهد نهاية أسطورة البيت، الأسطورة التي اختارها المخرج لتحوي في باطنها أسطورة النداهة ولعنة الفراعنه وتقف في الخلفية تحتضن تلك الأساطير التي اختارها المخرج لتكون فاتحة تقديم موسم أول من السلسة كعمل درامي.

المقارنة واردة ومشروعة ولكن هل هي واجبه أو مجدية ؟

كلا العملين ينتمي لأدب الرعب كما يشتركان في تيمة بطل القصة " الطبيب المحقق " فيحيى راشد طبيب نفسي يجد نفسه أمام جريمة قتل غريبة، يحاول فك لغزها من خلال حبوب مخدره تمكنه من السفر لعوالم موازيه يحاول فيها الربط بين ما يشاهده خلال رحلته في تلك العوالم وبين واقع الجريمه المطلوب منه تفكيك ألغازها. 

"أنا الدكتور رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم .. ولا يوجد ما يسمى بما وراء الطبيعة"


تقود الصدفه رفعت إسماعيل – طفلًا- الى بيت الخضرواي الذي يشاهد فيه الطفله شيراز، الحدث الذي سيقلب حياته رأسًا على عقب وتجعله يغوص في أعماق (ما وراء الطبيعة) الذي ينص قانونه على رفضها، وتساعده شيراز لحل ألغاز كثيرة كان يؤمن بأهمية وفردانية العلم وحده لمعالجتها، إلا أن رؤية شيراز في طفولته قادته إلى تعديل قوانينه والإعتراف بما يسمى (ما وراء الطبيعة).

رغم إستناد كلا العملين إلى أساطير من بيئتنا الشرقية إلا أن أساطير مسلسل ما وراء الطبيعة كانت أقرب بشكل كبير إلى بيئتنا المصرية التي تحوي – بحكم شرقيتها – العديد من الألغاز كـ لعنه الفراعنة والنداهه مما جعل المشاهد يشعر أخيراً بأن هناك من هو قادر على تقديم هواجسه المصرية فيما يخص حواديت الرعب إلى الشاشه بشكل جيد والأهم من ذلك أن تكون بشكل درامي مشوق بعيداً عن عقدة الخواجه، وهو حلم وتساؤل قديم للجندي الغير مجهول د. أحمد خالد توفيق والذي حلم كثيرًا بتقديم تلك الأساطير من خلال عمل روائي – ما يتقنه وتفوق فيه – يجذب القارئ ولا ينفر منه مستدعيًا أساطير غربية تُطعم شغفه بأدب الرعب.

أثناء مشاهدة الحلقة الخامسة تحديداً كانت عناصر المقارنة بين العملين قد اتضحت تماماً. فبعد إستعادة رفعت إسماعيل ورقة التاروت الخاصه بالأحلام التي أخذها من صديقه "لوي" أثناء وجودهما معًا في صحراء ليبيا يبحثون عن ترياق السيلفيوم، تذكر "رفعت اسماعيل " وقتها نصيحة لؤي له بأن يبحث عن ما يشغل عقله كله من خلال أحلامه عبر تدريب " وعيه " على إدارك "لاوعيه" ودراسته جيدًا حتى ينقل وعيه إلى أحلامه ويسطير عليها ويطوعها كي تفسر له الغرائب التي تعترض طريقه باستمرار.

مع تناوله حبوب المنوم تذكرت وسيلة يحيى راشد في تفسير ألغاز الجريمه " حبوب الفيل الازرق " والتي علمياً لم يكن دورها – كوسيلة - مبرر بشكل كافي للربط بينها وبين ما يشاهده من أحداث مشابهه للجريمه التي حدثت في الواقع. 



أما وسيلة رفعت إسماعيل، وهنا تكمن براعة خالد توفيق في خلق وسيلة تبدو منطقية لبطلنا رفعت إسماعيل كي يستدعي" شيراز" إلى أحلامه كي يحل لغز ظهورها المتكرر وعلاقتها بكل بالأحداث التي تم إقحامه فيها بحثًا عن تفسير.

كما أنها طريقة سهله لإيهام المشاهد بقدرته على تجربتها في الواقع إذا ما أراد يوما فهم أحلامه والسيطره عليها. فكل ما يحتاجه هو مجرد نوته وقلم وتسجيل أحلامه دوريًا لفك رموزها عبر مطابقتها مع يمر به من أحداث يوميًا، لا أن يبحث عن حبوب ال "دي إم تي" أو حبوب مخدر الفيل الازرق كما رمز لها أحمد مراد مؤلف الرواية، ناهيك عن سمعتها كمخدر فهي أيضا خطيرة واغلب من تناوله لم تسر حياته بشكل جيد بعد الخروج من التجربه، هذا ما اخبرتنا به تجارب ممن كتبت لهم الحياه بعد تناولها !

وفي الأحلام قابل كلاهما ضحاياه، الطفل الذي عجز رفعت اسماعيل عن نجدته عندما غلبه الإهتمام ففقد تركيزه ولم يستطع أداء عمله كطبيب، أما يحيى فقابل ابنته "نور" التي ماتت إثر حادث سيارة، سببه قيادة يحيى للسيارة مخمورًا وعلى سرعه 160 كم/ ساعة!


وهنا برزت كل العناصر الباقية فجاثوم رفعت يمكن تشبيهه بنائل النكاح في رواية يحيى راشد وهنا الشهادة لصناع الفيل الازرق – خاصة الجزء الثاني - في إتقانهم لتخليق كل المخلوقات العجيبة بعدما رأينا رداءة تصميم الجاثوم وحركته المقضوحه بعض الشئ للمشاهد الذي يعرف عنصر السي جي أي أو كما يشاع بين أكثريتنا " الجرافيكس ".

من ضمن المتشابهات أيضًا في تكوين الشخصيتين على الشاشة، حديث البطل الداخلي، يحيى راشد كان صوت حواره الداخلي لكشف دلائل صدق/كذب الشخصيات التي يقابلها عن طريق تفسير لغة جسده – تخصصه الأساسي – أما رفعت إسماعيل فكان يسخر داخليًا من كل من حوله.


" التدخين بشراهه " وهذه السمه دلاله على مدى التوتر الذي يتنفسانه كلا الشخصيتين وإن كان يحيى يدخن الحشيش ويشرب الكحول الى جانب تدخينه الشره.

" النهاية " .. في الجزء الأول والثاني من الفيل الأزرق يقوم يحيى بفك بعض الطلاسم وترجمتها إلى عبارات تحرر أجساد شريف الكردي وفريدة من الجن، بينما يقوم رفعت إسماعيل بإستخراج جثة شيراز من القبو حتى تتحرر روحها ويقوم بدفنها في فناء البيت.

ولكن الحدث الأهم الذي تنتهي به أحداث كلا العملين، هو التساؤل الذي يفتح أذهان المشاهدين، فبعد إستيقاظ يحيى راشد وظهور رسوم الوشم على جسده يسألنا مؤلف الفيل الازرق ومخرجه عبر الصورة : هل نائل داخل عقل يحيى أم داخل جسده أيضا؟، أما رفعت إسماعيل فيتسائل، لوسيفر شخصيًا! الشيطان عايز مني ايه ؟!

برغم تحيزي لمسلسل ما وراء الطبيعة إلا أن صناع الفيل الأزرق فتحوا لنا باب تقديم ما يعرف بسينما الرعب.


لو لم تكن الأشياء متشابهة فيما بينها في نواح معينه لما أمكننا التعرف عليها أو تصنيفها."جيروم ستولينتز".