الثلاثاء، يوليو 27، 2010

ولاد العم


ابدع عمرو سمير عاطف في تلك القصة الرائعه وقدم لنا افكارا جميلة او بالاصح ابرز لنا حقائق عديدة كان لابد ان يعلمها الكثير من ابناء الشعب العربي وتتأكد لدى من يعلمها من خلال تجربة دراميه قوية .. كانت اسهل من ان تقدم من خلال البرامج التلفزيونية الحوارية او الافلام الوثائقية او من خلال الخطب السياية او حتى الدينية وهنا تكمن عظمة السينما ..

1- فمن يدعون مثلا ان اسرائيل اصبحت دولة صديقة لن ينسى المشاهد عند مناقشة تقرير دانيال / عزت (شريف منير ) عن الفترة التى قضاها في مصر منشئا شبكة تجسس في اهم مجالين وهم في الحقيقة عصب اي دولة السياسة والاقتصاد ... شخصيات سياسة وموظفون في البورصة ..
عندما قالت عميلة الموساد لدنايال :
" ولكن مصر دولة صديقة .. "
فرد عليها :
" الكلام ده يتقال في الصحافة والاعلام مصر اخطر دولة عربية علينا .."


2- بسبب قيام دولة اسرائيل اضطر الكثير من اليهود ان لم يكن الجميع من الهجرة من اوطانهم الاصليه والتخلي عن تجارتهم بسبب الغضب والسخط الشديد على كل ما هو يهودي وقدم الفيلم جد وجدة دانيال كمثال عندما اضطروا بعد اعلان قيام دولة اسرائيل الى الهجرة الى اوروبا ولم يهاجروا الى اسرائيل الا بحثا عن المال كما انهم عندما هاجروا الى اسرائيل اتضحت حقيقة اخرى وهي عنصرية الدولة الصهيونية حتى مع اليهود انفسهم فاليهودي من اصل شرقي هو مواطن درجة ثانيه بالنسبة لليهودي ذو الاصل الاوروبي والان اصبح له كامل الحقوق ولكن مع تفضيل ذوي الاصول الاوروبية ..

3- حقيقة اخرى من الجيد ان كاتب الفيلم التفت لها وهي ان هناك من اليهود الذين يرفضون تكرار الهولوكوست في الفلسطينيين مما يذكرنا هذا بنموذج اكبر وهو المنظمات اليهودية التى ترفض وجود اسرائيل من الاساس وترفض الصهيونية وان هذا يسئ كثيرا للديانه اليهودية وشخصية الدكتور صاحب الصيدلية التى يشتغل بها مصطفى ( كريم عبد العزيز ) ابرزت تلك النقطة عندما قال :
" انا يهودي مش صهيوني عارف الفرق بينهم يا ابراهيم ( مصطفى / كريم عبد العزيز ) "
و ذكرتنا ايضا بشخصية الخواجة اليهودي إيزاك عنبر( خليل مرسي ) في مسرحية لعبة الست

4- اجابة منطقية لما كان يدور في خلدي وخلد الكثير وهي الفائدة من عمليات الاستشهاد فتلك الفكرة الحماسية الجنونية التى تجعلك تلف حزامك الناسف وتفجر نفسك وسط مجموعة من الاسرائيليين منهيا حياتك بتلك السهولة وان تفجير النفس كان بمثابة الوصول الى قمة الياس في اية حلول اخرى وانه خسارة في الموارد البشرية كان رد مصطفى على الفتاه الفلسطينية دارين :
" باننا مش لازم ننهي حياتنا عشان ننتقم منهم واننا لازم نبقى عايشين ونبقى اقوى منهم كمان .."


5- اسقاطة من كاتب الفيلم على شرم الشيخ وكيف انها اصبحت كما لو كانت ملكا لليهود فكل المؤتمرات التى يكون الاسرائيليون بها طرفا تكن غالبا في شرم الشيخ وتلك الاسقاطة عندما اتصلت خالة سلوى ( منى ذكي ) بسلوى وسالتها عن سر غيابهم والتقطت سلوى الاجابة من على شفايف دانيال :
" احنا في شرم الشيخ ..!! "

لم يكن وحده عمرو سمير عاطف مؤلف الفيلم المبدع فهناك فنيات عالية قدمها لنا المخرج شريف عرفة

1- فاثناء خروج كريم عبد العزيز من مصر لبدء المهمة ومشاهد تنقله بين الحدود الاردنية والفلسطينية كانت متعاقبة مع مشهد قراءة الحاخام اليهودي لبعض ايات التوراة التى تتحدث عن خروج اليهود من مصروالمناسبة هي انتهاء مهمة دانيال وخروجه من مصر ..


2- اجادة استخدام تقنية الجي بي اس وبرنامج مقلد الاصوات في الفيلم كما ان مشاهد الاكشن اشعرتنا بكثير من الفخر بفيلمنا


3- تشتيت انتباه دانيال واصدقاءه في مشهد المعركة الاخير عندما يطرق مصطفى على بعض الخزانات وحديد السيارات ذكرني بجرس الكنائس وكانه يخبرنا بان هذه المعركة بها قتلى يطرق لهم اجراس الكنائس ..

4- لم ينسى ان يبرز لنا مدى حب الفلسطينيين عندما جعلنا نرى صور ابو تريكة على تي شيرت الولد الفلسطيني ..

اجمل نهاية كانت عندما كان يستعد مصطفى الى ركوب السيارة مغادرا الاراضي المحتله واخذ ينظر باتجاه الاراضي المحتله نظرة وداع وحنين الى العودة حتى قبل المغادرة ثم قال له السائق الفلسطيني : بدك تعاود
رد مصطفى :
" هنرجع .. بس مش دلوقت .. "